تلقت الأوساط الفنية في القاهرة بحزن وأسى كبيرين نبأ وفاة الفنانة الكبيرة رجاء بلمليح, التي أمضت بمصر فترة من حياتها الفنية, قدمت خلالها العديد من أغانيها الناجحة
وأجمع عدد من الفنانين المغاربة والمصرييين, في تصريحات لمكتب وكالة المغرب العربي للأنباء في القاهرة, على الموهبة الفنية الكبيرة للفقيدة, التي خطفتها يد المنون أمس في الرباط عن عمر يناهز الـ45 سنة, وعلى الرصيد الفني الغني الذي خلفته وراءها, وعلى دماثة خلقها الذي أكسبها حب وتقدير جميع من عرفها.
وأكدت الفنانة سميرة بن سعيد أنها فقدت في رجاء بلميلح "زميلة وصديقة عزيزة" جمعت بينهما "مناسبات عديدة سواء في مصر أو المغرب أو الخارج".
وأضافت أن الفقيدة "المأسوف على شبابها" كانت "فنانة كبيرة, وإنسانة بكل ما تحمله الكلمة من معنى, ونموذجا للفنانة المحترمة التي بنت لنفسها سمعة فنية فريدة من نوعها".
وقالت ليلى غفران من جهتها إنه "ليوم حزين هذا اليوم الذي فقدت فيه صديقة تربطني بها علاقات مودة واحترام", وأضافت "إن اللسان ليعجز عن التعبير عن مشاعر الأسى الذي نشعر به لغياب فنانة كبيرة من طينة رجاء بلمليح".
وأكدت أن الفقيدة, كانت "ذات ثقافة عالية وخلق رفيع, وكان قلبها يتسع لمحبة الجميع, ولذلك يشكل غيابها خسارة لا تعوض للفن وللغناء العربيين".
وأجمع الملحنون المصريون الذين تعاملوا مع الراحلة على القدرات الفنية الكبيرة للفقيدة, وعلى البصمة التي تركتها على الأغنية العربية.
وقال حميد الشاعري, الذي لحن لرجاء بلمليح أغنية "صبري عليك طال", التي تعتبر أشهر أغنية لها باللهجة المصرية, أنه تعرف على الفقيدة سنة1988 بمناسبة مهرجان الاغنية العربية في بغداد, حيث أعجب بصوتها واقترح عليها الانتقال إلى مصر.
وذكر الشاعري, الذي لحن للفقيدة أيضا أغنية "ياغائب على عيوني", بأن الفنانة الراحلة اختيرت كأجمل صوت عربي في استفتاء أجرته صحيفة (الجمهورية) المصرية. وأضاف أن رجاء بلمليح كانت "فنانة فذة قلما يجود الزمان بمثلها".
وقال الملحن جمال سلامة, الذي لحن للفقيدة أولى أغانيها في مصر, ومنها أغنية "أنا خايفة", أن الحظ أسعده بأن كان هو من أتى بها من المغرب إلى القاهرة في مطلع التسعينات.
وأكد أن الفنانة الراحلة "نالت إعجاب جميع المصريين والعرب, بفضل صوتها العذب ومشوارها الفني الناجح وأخلاقها الفاضلة والتزامها الفني", معتبرا أن رحيلها يمثل "خسارة كبرى للفن العربي وللفن المغربي بالذات".
واعتبر الملحن حلمي بكر أن الفنانة كانت "إحدى النجمات القديرات في عالم الغناء العربي, وأنها أعطت الكثير وأسعدت كل محبي الغناء الجيد, وكان لازال في جعبتها الكثير لو أمهلها القدر".
وأشار إلى أنه تعامل مع الفنانة الراحلة في أعمال كثيرة, كان آخرها أوبيريت "كلنا بنكمل بعض", التي شاركت فيها, ممثلة للمغرب العربي, إلى جانب14 مطرب ومطربة عربية.
وأضاف أن رجاء "كانت في المستوى الآمال المعقودة عليها, وفنانة ناجحة بكل المقاييس, وفوق ذلك كله إنسانة ذات أخلاق عالية".
وأشار الملحن صلاح الشرنوبي إلى أن رجاء بلمليح "كانت بشهادة كل الناس من أعذب الأصوات في الوطن العربي", ولاحظ أنها احتلت مساحة واسعة في الأغنية العربية, من الخفيفة إلى الإيقاعية إلى الطربية, وقال "لقد أسعدني الحظ بأن لحنت لها أغنيتين" هما "بيسهرني خصامك" و"العشرة ما تهونش إلا على الضالم".
وأكد أنه رغم كون لقاءه بها "كان قصيرا إلا إنه كان جميلا وثريا", وقال إن الراحلة "تركت رصيدا فنيا غنيا وجميلا للمغرب وللوطن العربي".
وعلى الصعيد الإعلامي كتبت صحيفة (الأهرام), في خبر نشرته في صفحتها الفنية اليوم, أن الفقيدة كانت "من أبرز المطربات المعاصرات في المغرب والعالم العربي".
وأوضحت الصحيفة المصرية أن الفنانة الراحلة "حرصت على تقديم الأغنية المعاصرة الراقية, وأنها غنت باللهجة المصرية عددا من الأغنيات المعروفة".
ويذكر أن الفقيدة حققت نجومية كبرى خلال إقامتها في مصر من خلال أغنية "صبري عليك طال", ثم توالت ألبوماتها الغنائية في مصر ومنها "يا غايب" و"شوق العيون".
وكانت تستعد لإصدار شريط باللهجة المصرية بعد نجاح ألبومها الخليجي "حاسب".