يرفض تصنيفه كمغن ديني، ويعتبر أن صوته مجرد آلة من ضمن تسع آلات يتقن العزف عليها، ويرى أن لن تستمر حياته الفنية طويلا، ويؤكد أن العمل الفني الراقي يصلح أن يكون فنا إسلاميا.
المطرب سامي يوسف لم تتعد فترة دخوله عالم الغناء أربع سنوات، ومع ذلك حقق شهرة عالمية وصلت إلى أبواب هوليوود؛ فمؤخرا تم اختيار عدد من أغنياته لتضمينها كموسيقى تصويرية لفيلم عالمي ضخم الإنتاج هو فيلم "سكون القوارب"، ورغم أن العرض الذي قدمته إدارة الإنتاج لسامي يوسف كان مغريا إلا أنه رفض العرض لأسباب خصنا بها. قائلا إن الشهرة والنجومية والمال أشياء لا يسعى إليها مطلقا؛ فنوعية الفن الذي يؤديه ما هي إلا رسالة إنسانية يؤمن بمضمونها، فالفن الذي لا يتعارض مع الأخلاقيات هو بالتأكيد فن إسلامي، لذا يعتبر بيتهوفن وموتسارت فنانين إسلاميين، وهو لا يقبل الاشتراك في أي فن أو أداء يتعارض مع أخلاقيات الدين.
ورغم اشتهار سامي يوسف بلونه الديني إلا أنه يرفض تصنيفه كمطرب ديني؛ بل ويرفض تصنيفه كمطرب أصلا. فهو يعتبر أن ذلك ينتقص من قيمته الفنية كموسيقار وعازف وشاعر في آن واحد.
والألبوم الجديد الذي سيصدره سامي يوسف في يناير القادم يبتعد فيه قليلا عن الغناء الديني في حين تتحدث معظم الأغنيات التي سيقدمها وجار تحضيرها الآن عن العولمة والفقر والحروب في مناطق كثيرة في العالم. فربما أراد سامي أن يخرج من زاوية الإنشاد الديني التي وضعه الجمهور بها في محاولة لإثبات مواهبه وأفكاره المتعددة؛ ولكنه قد يفقد بعض جمهوره الذي عرفه بلونه الديني وينتظر المزيد في هذا المجال.
وعن تحوله من مطرب يمتدح الرسول –صلى الله عليه وسلم- إلى آخر يتحدث عن الجوع والفقر قال إن مدح الرسول –صلى الله عليه وسلم- والجوع والفقر والعولمة... وكل ذلك هو "أنا"؛ فالإنسان كائن مركب، وأن لديه جوانب متعددة في شخصيته لا يمكن اختزالها في اتجاه واحد؛ فالقضايا الإنسانية شيء قريب إلى قلبه ليس باعتباره مسلما بل باعتباره إنسانا يحاول الإسهام في تلك القضايا قدر استطاعته؛ لكنه عاهد نفسه على أن يقدم أغنية إسلامية في كل ألبوم على الأقل.
ما لا يعرفه كثيرون عن سامي يوسف أنه يختار كل عام منظمة خيرية ليتعامل معها حتى إن حفله الأخير الذي أقيم في الجامعة الأمريكية ذهب ريعه بالكامل لصالح الأيتام في مصر. أما المنظمات الخيرية فيخصص لها حفلات كمساهمة في نشاطها ويخصص جزءًا من حفلاته العامة لصالح المنظمة التي يختارها كل عام؛ ففي العام الماضي اختار منظمة الإغاثة الإسلامية، وهذا العام يختار منظمة البيارق السعودية التي يديرها شباب في أعمار صغيرة ولهم أفكار خيرية مبتكرة، وستقوم تلك المنظمة برعاية التصوير الجديد لأغنية سامي يوسف عن الفقر، والتي سيتم تصويرها قريبا في جنوب إفريقيا.
ورغم تجنبه الحديث عن حياته الشخصية تماما إلا أن المتابع لأغنياته المصورة يجد أنها تعرض جزءا من ممارساته اليومية؛ كقراءة القرآن والصلاة وقراءة الكتب والخروج والاختلاط بالناس.
وأكد سامي يوسف أن تلك المشاهد هي بالفعل جزء من حياته الخاصة يحاول تقديمه بلغات متعددة تعلمها.. منها التركية والهندية والفارسية والعربية؛ التي قدمها في تصويره الأخير "حسبي ربي" الذي تكلف 200 ألف دولار، وعن اللغات التي سيقدم بها أعماله القادمة يقول سامي إن فريق العمل الذي يتعاون معه إيجابي بدرجة تجعله ينوي تقديم المزيد من الأفكار واللغات الجديدة؛ حيث عمل الفنان لا يكتمل دون فريق عمل متميز؛ فرغم أنه يهوى سماع أم كلثوم إلا أنه واثق من عدم تحقيقها سوى 51 في المئة فقط من النجاح؛ أما البقية فتعود لفريق العمل الذي وقف بجانبها.
ورغم نشوئه في عائلة فنية وتعلمه الموسيقى على يد والده إلا أنه صرح بأنه لن يدخل أولاده مجال الفن، وهو يبرر ذلك قائلا إنه حينما كان صغيرا رفض والده أن يدخل هذا المجال؛ لكنه حينما صمم ودخله اكتشف أنه طريق محفوف بالمخاطر خصوصا مرض الشهرة وهوسها المصاب به العديد من الفنانين، وأنه لن يشجع أولاده على دخول هذا المجال؛ ولكن من الممكن أن يغير رأيه خصوصا مع تنامي ظاهرة الفن الديني وظهور فنانين مثل مسعود كورتس وحمزة روبرتسون وغيرهما؛ ممن يمثلون تيارا راقيا في الفنون